خبر فوری

تحديد النخب في صناعة البناء ودعم الشركات المعرفية

بقلم: الدكتور مهدي لطفي – عضو المجلس الاستراتيجي لجمعية مديري المراكز المعرفية والنخب الوطنية

في عالم اليوم، حيث تلعب التكنولوجيا والابتكار دورًا رئيسيًا في التنمية الاقتصادية والصناعية للدول، أصبح التعرف على النخب والاستفادة منها كمحرك رئيسي للتقدم أمرًا ذا أهمية مضاعفة. صناعة البناء، كأحد الصناعات الأساسية التي لها حصة كبيرة في الاقتصاد الوطني، ليست استثناءً من هذه القاعدة. وفي هذا السياق، يمكن للشركات المعرفية أن تكون منصة فعّالة لتحويل الأفكار المبتكرة إلى واقع عملي، وتحقيق تحوّل كبير في تحسين الجودة، زيادة الإنتاجية، وتقليل تكاليف البناء.

أهمية التعرف على النخب في صناعة البناء

النخب هم أفراد أو مجموعات يمتلكون قدرات مميزة في ابتكار أفكار جديدة، حل المشكلات المعقدة، وتقديم حلول مبتكرة. في صناعة البناء، يمكن للنخب أن يساهموا في مجالات متعددة مثل التصميم المعماري، الهندسة الإنشائية، تقنيات البناء الحديثة، المواد الجديدة، تحسين كفاءة الطاقة، إدارة المشاريع، وغيرها.

التعرف على هذه النخب وتوفير البيئة المناسبة لنشاطهم يمكن أن يؤدي إلى:

رفع الإنتاجية وتقليل هدر الموارد

تحسين جودة المشاريع الإنشائية

تطوير تقنيات صديقة للبيئة ومستدامة

تعزيز السلامة واستدامة الهياكل

خلق فرص عمل متخصصة وتطوير رأس المال البشري

دور الشركات المعرفية في تمكين النخب

توفر الشركات المعرفية بيئة ديناميكية للنخب لتحويل أفكارهم إلى منتجات أو خدمات قابلة للتسويق. وبفضل هيكلها المرن واعتمادها على المعرفة والتقنيات الحديثة، يمكن لهذه الشركات الاستجابة بسرعة لتغيرات السوق والاحتياجات الجديدة.

أهم أدوار الشركات المعرفية في صناعة البناء تشمل:

تطوير التقنيات الحديثة: إنتاج مواد بناء ذكية، أنظمة إدارة المباني المتقدمة (BMS)، تقنيات البناء السريع (الطباعة ثلاثية الأبعاد)، وغيرها.

تطبيق الأفكار الإبداعية: تحويل الأبحاث الأكاديمية إلى حلول عملية قابلة للتنفيذ في المشاريع العمرانية.

إنشاء شبكات تعاون: الربط بين الجامعات، مراكز البحث، والصناعة لتسهيل تبادل المعرفة والخبرات.

زيادة القدرة التنافسية في السوق: من خلال تحسين جودة المنتجات والخدمات وتقليل تكاليف الإنتاج.

استراتيجيات فعّالة للتعرف على النخب ودعمهم

للاستفادة القصوى من قدرات النخب في صناعة البناء، يجب وضع وتنفيذ استراتيجيات شاملة تشمل:

إنشاء قاعدة بيانات للنخب: تشكيل قاعدة معلوماتية شاملة للمتخصصين والباحثين ورواد الأعمال المتميزين في مجالات البناء.

تنظيم مسابقات ومهرجانات علمية وتكنولوجية: توفر هذه الفعاليات منصة لاكتشاف المواهب وعرض الابتكارات.

الدعم المالي والمعنوي للشركات المعرفية: تقديم التسهيلات المالية، الإعفاءات الضريبية، والدعم القانوني للشركات المعتمدة على المعرفة والتقنية.

تطوير مراكز النمو والحدائق العلمية والتكنولوجية: توفير بيئة مناسبة لتنمية الأفكار النخبوية وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتطبيق.

إنشاء نظام حوافز موجهة: منح جوائز وطنية، منح بحثية، وفرص تعليمية للنخب والفرق التقنية.

إقامة جسر تواصل فعال بين الصناعة والجامعة: تشجيع التعاون البحثي المشترك بين المؤسسات الأكاديمية والشركات الفاعلة في قطاع البناء.

التحديات والمعوقات أمام النخب والشركات المعرفية

على الرغم من الإمكانيات الكبيرة، هناك تحديات تعيق تطوير أنشطة الشركات المعرفية في صناعة البناء، منها:

المقاومة لتغيير التكنولوجيا في الصناعات التقليدية وعدم قبول الابتكارات بسرعة.

نقص الموارد المالية والدعم لتسويق الأفكار الجديدة.

غياب نظام شامل للملكية الفكرية يحمي إنجازات النخب بفعالية.

عدم وجود البنية التحتية المناسبة للبحث والتطوير في بعض مناطق البلاد.

الخلاصة والاستنتاج

التعرف على النخب ودعمهم في صناعة البناء ليس مجرد ضرورة لتقدم هذا القطاع، بل يمكن أن يكون محركًا رئيسيًا للتنمية الاقتصادية الوطنية. الشركات المعرفية، من خلال توفير بيئة مناسبة للنخب، يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تعزيز التقنيات الحديثة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأخيرًا، فإن النجاح في هذا المسار يتطلب تعاونًا شاملاً بين الحكومة، القطاع الخاص، الجامعات، والنخب لوضع صناعة ديناميكية وذكية ورائدة في البلاد.

للاطلاع على ترجمة المقال،(تحديد النخب في صناعة البناء ودعم الشركات المعرفية) ادخل إلى الرابط