خبر فوری

انجمن نخبگان تسويق التقنيات الحديثة
انجمن نخبگان تسويق التقنيات الحديثة

التحديات والفرص في تسويق التقنيات الحديثة

من وجهة نظر أبوذر شهپري

أنا، أبوذر شهپري، كعضو فاعل في جمعية النخب، خضت لسنوات طريق تطوير وتسويق التقنيات الحديثة. وقد أظهرت لي تجربة المشاركة في مشاريع مختلفة والتعاون مع متخصصين في مجالات متنوعة أن هذا الطريق مليء بالفرص الذهبية، ولكنه في الوقت ذاته يواجه تحديات جدية. في هذه المذكرة، أود أن أتناول بعض أهم هذه التحديات والفرص، آملاً أن يتم توفير منصة للتكامل وحل هذه القضايا داخل جمعية النخب وغيرها من المؤسسات المشابهة.

التحدي الأول: الفجوة بين الفكرة والسوق

من أهم العوائق وجود فجوة بين إنتاج الأفكار التكنولوجية ودخولها إلى السوق. كثير من أعضاء جمعية النخب لديهم أفكار مبدعة مكتملة على الورق، لكن عند الانتقال إلى مرحلة الإنتاج والتسويق، يواجهون عقبات تنفيذية، أو نقص الموارد، أو ضعف معرفة السوق. هذه الفجوة تحتاج إلى جسور يتم بناؤها من خلال التدريب، والاستشارات، والعلاقات الدولية.

التحدي الثاني: نقص الاستثمارات الجريئة

في الاجتماعات المتعددة لجمعية النخب، تم الإشارة مرارًا إلى أن المستثمرين في القطاع الخاص غالبًا ما يتصرفون بحذر ويصعب عليهم الاستثمار في التقنيات الحديثة. غياب نماذج مالية واضحة وضمانات داعمة يجعل عملية التسويق أكثر صعوبة. وفي المقابل، في الدول المتقدمة، يعود جزء كبير من نمو التكنولوجيا إلى جرأة المستثمرين الجريئين.

التحدي الثالث: تعقيد القوانين والتصاريح

من التحديات الأخرى التي يواجهها أعضاء جمعية النخب طول وتعقيد إجراءات الحصول على التصاريح. عندما يُبتكر تكنولوجيا جديدة، خصوصًا في مجالات حساسة مثل الصحة أو الطاقة، يجب المرور بمراحل متعددة للحصول على الموافقات القانونية. إذا تمت هذه الإجراءات بروح تسهيلية وسرعة أكبر، فإن العديد من الابتكارات ستصل إلى السوق بشكل أسرع.

الفرصة الأولى: سوق متعطش للابتكار

رغم كل العقبات، الواقع أن السوق في إيران والمنطقة متعطش للمنتجات المبتكرة. وقد شهدنا في جمعية النخب أنه عند طرح منتج تكنولوجي عالي الجودة، يحظى باستقبال كبير من المستهلكين. هذا الطلب يمكن أن يكون محفزًا قويًا لتطوير التسويق.

الفرصة الثانية: إمكانيات التعاون الدولي

واحدة من الموضوعات التي نوليها اهتمامًا خاصًا هي إمكانية التعاون مع المراكز العلمية والصناعية خارج البلاد. إذا تمكنا من مطابقة التقنيات المحلية مع المعايير الدولية، يمكننا الحصول على حصة في الأسواق العالمية والوصول إلى تصدير التكنولوجيا.

الفرصة الثالثة: الدعم الحكومي والسياسات الذكية

على الرغم من وجود مشكلات في القوانين، إلا أننا شهدنا في السنوات الأخيرة نموًا في الدعم الحكومي للشركات القائمة على المعرفة. هذا الدعم، إذا تم تطويره بالتعاون مع مؤسسات مثل جمعية النخب بشكل محدث وفعال، يمكن أن يكون منصة انطلاق قوية لرواد الأعمال التكنولوجيين.

الحلول المقترحة

في الختام، أقترح أن تتابع جمعية النخب والمنظمات المتناغمة معها عدة محاور رئيسية:

  1. إنشاء جسور بين الجامعات والصناعة

من خلال التعاون النشط بين المراكز البحثية والقطاع الخاص، تتحول الأفكار إلى منتجات بسرعة أكبر.

  1. إنشاء صناديق استثمار مشتركة

يمكن للجمعية، بمشاركة القطاعين العام والخاص، إنشاء صناديق لدعم المشاريع المبتكرة ماليًا.

  1. وضع خارطة طريق لتصدير التكنولوجيا

يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة لدخول الأسواق العالمية، تشمل المعايير الدولية، العلامات التجارية، وبناء الشبكات الدولية.

  1. تدريب على مهارات التسويق التجاري للتكنولوجيا

كثير من النخب يمتلكون مهارات علمية عالية، لكنهم يفتقرون إلى معرفة التسويق وإدارة المشاريع وتطوير المنتجات. الدورات التدريبية المتخصصة التي تنظمها الجمعية يمكن أن تسد هذه الفجوة.

  1. تسهيل الوصول إلى السوق المحلي

من خلال إقامة الفعاليات والمعارض وبناء شبکات بین المبتكرين و  العملاء المحتملين، يمكن للجمعية تسريع عملية بيع وتعريف المنتجات.

كلمة ختامية

تسويق التقنيات الحديثة طريق مليء بالتجربة والخطأ، لكنه في الوقت نفسه فرصة فريدة لخلق قيمة مضافة وتعزيز المكانة العلمية والاقتصادية للبلاد. تجربتي في جمعية النخب أظهرت أنه إذا تمكنا من مواجهة التحديات من خلال التخطيط والتكامل، فإن مستقبلًا مشرقًا ينتظرنا. أؤمن أن جمعية النخب ليست مجرد محرك لهذه المسيرة، بل يمكن أن تكون نموذجًا للدول الأخرى في الاستفادة من قدرات النخب والتقنيات الحديثة.