خبر فوری

دور الجمعيات النخبوية في الدبلوماسية العلمية
دور الجمعيات النخبوية في الدبلوماسية العلمية

دور الجمعيات النخبوية في الدبلوماسية العلمية

أبوذر شهبري رئيس جمعية النخب الوطنية

في عالم اليوم، حيث أصبحت الحدود الجغرافية أقل بروزاً بفعل التكنولوجيا ووسائل الاتصال، تكتسب الدبلوماسية العلمية بوصفها أحد أدوات القوة الناعمة أهمية غير مسبوقة. فالدول لم تعد تعتمد فقط على السياسة أو الاقتصاد أو القوة العسكرية لتحقيق مصالحها الوطنية والتنمية المستدامة، بل باتت تستفيد بجدّية من طاقات النخب العلمية. وفي هذا السياق تؤدي الجمعيات النخبوية، ولا سيما بإدارة شخصيات مثل أبوذر شهبري رئيس جمعية النخب، دوراً محورياً في تعزيز الروابط العلمية الدولية ورفع مكانة البلاد.

الدبلوماسية العلمية: جسر بين الأمم

تعني الدبلوماسية العلمية توظيف العلم والتكنولوجيا والابتكار لتعزيز التفاعل الدولي. فعندما يشارك باحثون من دول مختلفة في مشاريع مشتركة، لا يقتصر الأمر على تبادل المعرفة، بل تتأسس أيضاً علاقات ودّية ومستدامة بين الشعوب، وهي علاقات غالباً ما تبقى بعيدة عن تقلبات السياسة وتشكل أرضية للثقة والتعاون طويل الأمد. وتُعد الجمعيات النخبوية حاضنة مثالية لهذه الشراكات. وقد أثبتت التجارب أنّ الإدارة الفعّالة لهذه الجمعيات يمكن أن تضع الدول على مسار التعاون العلمي والتكنولوجي البنّاء، وهو ما تجلّى بوضوح في مبادرات أبوذر شهبري الذي رفع نشاط الجمعية إلى مستوى إقليمي ودولي بفضل رؤيته العابرة للحدود.

الجمعيات النخبوية: ثروة اجتماعي وعلمي

ليست الجمعيات النخبوية مجرد تجمعٍ لعلماء بارزين، بل هي شبكة واسعة من الأفكار والمهارات والموارد. فهي قادرة على معالجة قضايا عالمية مثل تغيّر المناخ، الأمن الغذائي، أو الأزمات الصحية عبر مشاريع علمية مشتركة. هذا التعاون يساهم في حلّ التحديات العالمية ويعزّز القوة الناعمة للدولة. وقد شدد أبوذر شهبري مراراً على أنّ العلم اليوم لا يعترف بالحدود، وأنّ الإنجازات المستدامة لا تتحقق إلا من خلال الشراكات الدولية.

دور القيادة في نجاح الجمعيات

تلعب القيادة دوراً حاسماً في نجاح أو فشل الجمعيات النخبوية. فالقائد الواعي يجب أن يوازن بين الحفاظ على الهوية الوطنية والانفتاح على العالم. وقد استطاع أبوذر شهبري، عبر هذا النهج، بناء شبكة من العلاقات العلمية الدولية أسهمت في تطوير القدرات العلمية للبلاد. وهو يرى أن النخب يجب أن تكون معروفة عالمياً، وأن مشاركتها في المشاريع الدولية هي السبيل لإبراز اسم الوطن في سماء العلم.

الدبلوماسية العلمية والتنمية المستدامة

أحد أهم أدوار الدبلوماسية العلمية هو الإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. فالقضايا البيئية، وأزمات الطاقة، وتحديات التكنولوجيا لا يمكن معالجتها إلا عبر تعاون علمي عالمي. وتستطيع الجمعيات النخبوية من خلال المؤتمرات وورش العمل والمشاريع المشتركة أن تكون فاعلاً رئيسياً في هذا المجال. وقد أكّد أبوذر شهبري في أكثر من مناسبة أنّه لا تنمية مستدامة من دون دبلوماسية علمية، مستشهداً بنماذج ناجحة من التعاون بين النخب الإيرانية ومراكز بحثية أجنبية أثمرت نتائج ملموسة في تقنيات حديثة.

تعزيز القوة الناعمة للدولة

القوة الناعمة هي القدرة على التأثير والإلهام من دون استخدام الإكراه. وعندما تصبح دولة ما مصدراً للإبداع العلمي والتكنولوجي، يرتفع موقعها في النظام الدولي. وتعمل الجمعيات النخبوية كسفراء علميين للدولة على مستوى العالم. وقد جعل أبوذر شهبري من هذا التوجه أولوية في برامجه، فأسس شبكات علمية دولية أسهمت في تقديم صورة إيجابية عن بلاده.

التحديات والحلول

بالطبع، طريق الدبلوماسية العلمية ليس مفروشاً بالورود؛ فالعقبات المالية والقيود السياسية والمشكلات القانونية قد تعرقل توسيع التعاون. غير أنّ الجمعيات النخبوية قادرة، بفضل قدراتها الفردية والجماعية، على تخطي الكثير من هذه العقبات. وقد شدد أبوذر شهبري مراراً على أنّ السياسة قد تضع حواجز، لكن العلم يجد دوماً طريقاً لتجاوز الحدود، مقترحاً حلولاً مثل تعزيز التعاون الإقليمي، وتطوير الدبلوماسية العلمية الرقمية، والمشاركة النشطة في الشبكات العلمية العالمية.

مستقبل الدبلوماسية العلمية ودور الجمعيات

مع تزايد التحديات العالمية وحاجة الدول إلى شراكات علمية، يبدو مستقبل الدبلوماسية العلمية واعداً. وستكون للجمعيات النخبوية مكانة لا غنى عنها في هذا المسار، إذ لا تقتصر مهمتها على تبادل المعرفة، بل تمثل أيضاً الصوت العلمي للأمة في الساحة الدولية. ويرى أبوذر شهبري أنّ مستقبل السياسة الخارجية للدول سيتحدد إلى حد كبير بقدراتها العلمية وشبكاتها النخبوية.

خلاصة

أصبحت الدبلوماسية العلمية اليوم أحد الأعمدة الرئيسية للعلاقات الدولية. فالدول التي تُحسن استثمار نخبها في هذا المجال لن تحصد فقط مكانة علمية رفيعة، بل ستعزز نفوذها السياسي والاقتصادي أيضاً. والجمعيات النخبوية، خصوصاً تحت قيادات واعية مثل قيادة أبوذر شهبري، قادرة على لعب دور مؤثر في هذا الاتجاه. إنّه نموذج واضح لقادة جمعوا بين العلم والدبلوماسية لفتح آفاق جديدة أمام وطنهم. ومن ثم، فإن مستقبل الدبلوماسية العلمية يرتبط إلى حد بعيد بقدرة الجمعيات النخبوية وقادة مثل أبوذر شهبري الذين يرون في العلم جسراً للتواصل بين الشعوب، لا مجرد وسيلة للتقدم الفردي.

جمعية النخبة