بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور سعيد محمد، نائب رئيس جمعية المراكز المعرفيّة والنخبة في البلاد،
وجّه في رسالة رسميّة تهنئته بمناسبة 17 مرداد (يوم الصحفي) إلى أهل الإعلام والصحافة في البلاد، وجاء نص التهنئة على النحو التالي:
إن السابع عشر من مرداد (إغسطس) يذكّرنا بالمكانة السامية لأولئك الذين حملوا على عاتقهم، بشجاعةٍ والتزامٍ وإحساسٍ عالٍ بالمسؤولية، رسالة نشر الوعي والتنوير. إنّ يوم الصحفي فرصة لتكريم الجهود القيّمة لأهل الإعلام، هؤلاء الطلائع في مسيرة الإضاءة، وحُرّاس اليقظة في المجتمع.
وبالنيابة عن جمعية النخبة في البلاد، ومن قِبل النخبة العلمية والصناعية والثقافية، أقدّم التهنئة في هذا اليوم المشرّف إلى جميع الصحفيين، الكتّاب، الإعلاميين، وأفراد الأسرة الكبيرة للعاملين في مجال الإعلام. هؤلاء الذين ظلّوا، رغم كل التحديات، في طليعة إنتاج ونقل المعرفة، ولم يضعوا أقلامهم أرضًا.
فالصحافة ليست مجرد مهنة، بل التزام إنساني واجتماعي، ورسالة عظيمة لا تكتمل إلا بالعلم والشجاعة والأمانة والتمسّك بالحقيقة. وفي عالم اليوم، حيث تصنع المعلومات القوة، وتغيّر السرديات مصائر الشعوب، یصبح دور الصحفيين كحماةٍ للحقيقة وحُرّاسٍ للشفافية أكثر أهميةً وإستراتيجية من أي وقت مضى.
إنّ دور وسائل الإعلام والصحفيين في تنمية الوعي الاجتماعي، وتعزيز مستوى التفكير النقدي، ومكافحة الفساد، ونشر العلم، والدفاع عن حقوق الناس، وبناء الثقة العامة، دور لا يمكن إنكاره. واليوم، بينما يسير مجتمعنا على طريق التقدّم وتحقيق العدالة، نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إعلامٍ حيّ، مسؤول وقريب من الناس، قادر على أن يكون جسرًا فعّالًا بين الشعب والمسؤولين والنخب وصانعي القرار.
وفي هذا الإطار، لا يمثّل الصحفيون مجرد ناقلين للأحداث، بل هم أيضًا جزء من صانعي التحوّلات الإيجابية في البلاد. إنّهم صوت الشعب، وضمير المجتمع اليقظ، وممثلو الحقيقة؛ أولئك الذين لم يضحّوا بالصدق والإنصاف في سبيل المصالح الضيّقة، ودافعوا بشجاعة عن الحقيقة حتى في أصعب الظروف.
وبصفتي نائب رئيس جمعية النخبة في البلاد، أؤمن بأنّ التفاعل بين المجتمع النخبوي والجسم الإعلامي الوطني ضرورة إستراتيجية للتنمية الوطنية. فالإعلام قادر على التعريف بالطاقات العلمية والبحثية والتقنية في البلاد، وتعزيز خطاب العلم والتقدّم، وبناء جسر تواصل فعّال بين النخب وسائر أفراد المجتمع. وفي المقابل، على النخب أن تدرك أهمية الإعلام، وأن تتحمّل مسؤوليتها الاجتماعية في مجال التوعية وتنوير الرأي العام.
وفي الختام، ومع إحياء ذكرى شهداء الإعلام الأبرار، لا سيما الشهيد صارمي الذي ارتبط اسمه بيوم الصحفي، أتقدّم بخالص التقدير لجهود جميع العاملين في ميدان الإعلام، سائلاً الله تعالى لهم دوام التوفيق في خدمة مسيرة الوعي، والعدالة، والتقدّم، ورفعة إيران العزيزة.
مع خالص الاحترام والتقدير
الدكتور سعيد محمد
نائب رئيس جمعية النخبة