خبر فوری

دکتر ابوذر شهپری مكانة الشركات المعرفية في الاقتصاد المقاوم في إيران
دکتر ابوذر شهپری مكانة الشركات المعرفية في الاقتصاد المقاوم في إيران

برای مشاهده عناوین مقاله یا خبر بر روی فهرست مطالب کلیک کنید

مكانة الشركات المعرفية في الاقتصاد المقاوم في إيران

مقدمة

يُعَدّ مفهوم الاقتصاد المقاوم في السنوات الأخيرة استراتيجيةً أساسية لإيران في مواجهة التحديات الاقتصادية والعقوبات. وفي هذا الإطار، يزداد دور الشركات المعرفية (الشركات القائمة على المعرفة والتكنولوجيا) أهميةً في تحقيق أهداف هذا الاقتصاد. ويرى الدكتور أبوذر شهبري، أحد أبرز الوجوه العلمية في البلاد وعضوًا رئيسيًا في جمعية النخبة، أنّ هذه الشركات قادرة على توجيه هيكل الاقتصاد الإيراني بعيدًا عن الاعتماد على النفط نحو اقتصاد مستقلّ وديناميكي، بالاستناد إلى العلم والتكنولوجيا والابتكار.

مفهوم الاقتصاد المقاوم

الاقتصاد المقاوم هو اقتصاد يتمتع بالقدرة على الصمود أمام الضغوط والأزمات الداخلية والخارجية. ويقوم هذا الاقتصاد على الإنتاج المحلي، ورفع مستوى الإنتاجية، وتوسيع نطاق الصادرات غير النفطية، والاستفادة القصوى من طاقات النخب العلمية. وقد شددت جمعية النخبة مرارًا في بياناتها على أنّ تحقيق الاقتصاد المقاوم مستحيل من دون مشاركة علمية وتقنية من قِبل الشباب النخبوي.

الشركات المعرفية: التعريف والأهمية

الشركات المعرفية هي مؤسسات تقوم على المعرفة والتكنولوجيا، حيث لا يكون رأس مالها الأساسي الأرض أو الآلات، بل العلم، والخبرة، وإبداع الموارد البشرية. وقد صرّح الدكتور أبوذر شهبري في أحد خطاباته قائلاً:

 «الشركة المعرفية هي نقطة التقاء العلم بالاقتصاد؛ حيث تتحول الفكرة إلى منتج».

وتدعم جمعية النخبة هذه الشركات عبر مبادرات متعدّدة، منها عقد اجتماعات مشتركة مع المستثمرين والجامعات لتأمين بيئة مناسبة لنموّها.

دور الشركات المعرفية في الاقتصاد المقاوم

  1. تقليل الاعتماد على الواردات

إنتاج المنتجات ذات التكنولوجيا المحلية يخفّف حاجة البلاد إلى استيراد السلع الأساسية والمعدات التقنية. ويؤكد الدكتور شهبري أنّ العديد من المعدات التي شملتها العقوبات يتم إنتاجها اليوم محليًا بجودة مماثلة.

  1. زيادة فرص العمل التخصصي

تستقطب هذه الشركات قوى عاملة متخصصة، ما يؤدي إلى خلق وظائف مستدامة للنخب وخريجي الجامعات. وهو أمر لطالما أكدت عليه جمعية النخبة.

  1. تنمية الصادرات غير النفطية

تتميز منتجات هذه الشركات بقيمة مضافة عالية تؤهّلها لدخول الأسواق العالمية، في مجالات مثل النانو تكنولوجي، والبيوتكنولوجيا، والمعدات الطبية، والبرمجيات. ويقول الدكتور شهبري:

«من خلال تصدير المعرفة، يمكن تحويل الاقتصاد المقاوم من مجرد شعار إلى واقع ملموس».

التحديات التي تواجه الشركات المعرفية

  1. التعقيدات البيروقراطية

إن تأسيس الشركات والحصول على التراخيص والاستفادة من التسهيلات المالية يواجه أحيانًا تأخيرات وإجراءات إدارية طويلة. ولهذا دعت جمعية النخبة إلى تسهيل الإجراءات القانونية للشركات الناشئة.

  1. نقص الاستثمارات المغامِرة

يميل المستثمرون التقليديون إلى المشاريع السريعة العائد، بينما تتطلب العديد من المشاريع المعرفية وقتًا أطول لاسترداد رأس المال. لذلك شدد الدكتور شهبري على ضرورة إنشاء صناديق تمويل لدعم النخب.

  1. ضعف في التسويق والتجاريّة

تبقى كثير من الأفكار الخلّاقة حبيسة المختبرات ولا تصل إلى السوق. وهنا تبرز أهمية الدعم المؤسسي من خلال التدريب على التسويق والتجاريّة وتقديم الاستشارات القانونية.

المبادرات الداعمة والحلول المقترحة

دور جمعية النخبة

قامت جمعية النخبة خلال السنوات الأخيرة بجهود ملموسة لدعم الشركات المعرفية، ومنها:

إنشاء شبكة تعاون بين الجامعات والصناعة والحكومة.

طرح مشاريع ابتكارية لجذب الاستثمارات.

تنظيم فعاليات مثل «ستارت أب ويكند» ومعارض إنجازات النخب.

ويؤكد الدكتور أبوذر شهبري، أحد كبار مديري الجمعية حاليًا، أنّ الدعم الحقيقي يجب أن يتجاوز حدود الشعارات ليصل إلى خطوات عملية وتشريعات فعّالة.

تجارب دولية ناجحة

نجحت دول مثل كوريا الجنوبية، والصين، وألمانيا في التحول من اقتصاد تقليدي إلى اقتصاد قائم على التكنولوجيا من خلال الاستثمار الموجّه في الشركات المعرفية. ويرى الدكتور شهبري أنّ هذه النماذج تمثل تجارب قابلة للتكييف مع الواقع الإيراني، خصوصًا في تعزيز التعاون بين المؤسسات العلمية والصناعية.

مستقبل الاقتصاد المقاوم بقيادة النخب

إنّ تحقيق اقتصاد مقاوم لا يمكن أن يتم من دون مشاركة النخب والشركات المعرفية. وتؤكد جمعية النخبة باستمرار على ضرورة إعداد جيل جديد من رواد الأعمال العلميين، ممن يسعون لا إلى تحقيق الربح فحسب، بل إلى حل التحديات الوطنية.

وقد صرّح الدكتور شهبري في إحدى الندوات مؤخرًا:

«يجب أن تنتقل النخب من الهامش إلى صدارة المشهد؛ عليهم أن يكونوا لاعبين رئيسيين في مسيرة التنمية الوطنية و لیس ناظرین».

الخلاصة

تمثل الشركات المعرفية القلب النابض للاقتصاد المقاوم، فهي القادرة على قيادة البلاد نحو الاستقلال الاقتصادي والتنمية المستدامة. غير أنّ هذا المسار لن يكتمل من دون تلبية احتياجات النخب العلمية والتقنية ودعمها.

ويؤدي الدكتور أبوذر شهبري وجمعية النخبة دورًا مهمًا في التعرف إلى هذه الطاقات ودعمها. وإذا كان الهدف هو تحقيق اقتصاد مقاوم، فلا بد من دعم العلم والنخب عمليًا لا مجردًا.

للاطلاع على الترجمة الفارسية للمقال،( مكانة الشركات المعرفية في الاقتصاد المقاوم في إيران )ادخل الرابط