خبر فوری

دور جمعية النخباء في سوق العمل بقلم: أبوذر شهبري – رئيس جمعية النخباء
دور جمعية النخباء في سوق العمل بقلم: أبوذر شهبري – رئيس جمعية النخباء

برای مشاهده عناوین مقاله یا خبر بر روی فهرست مطالب کلیک کنید

دور جمعية النخباء في سوق العمل

بقلم: أبوذر شهبري – رئيس جمعية النخباء

في السنوات الأخيرة أصبح الهمّ الرئيسي لكثير من خرّيجي الجامعات والنخب العلمية في البلاد هو إيجاد مكانة تليق بهم في سوق العمل. ومع توسّع التقنيات الحديثة، والتحوّلات الاقتصادية، وتغيّر احتياجات المجتمع، شهد نظام سوق العمل تحوّلات جوهرية وأصبح الطلب على قوى عاملة مبدعة، ريادية ومتخصّصة أشدّ من أي وقت مضى. وفي هذا السياق تلعب جمعية النخباء دوراً استراتيجياً ومؤثراً في تسهيل دخول النخب إلى سوق العمل وخلق رابط متين بين المعرفة الأكاديمية وفرص التوظيف.

ماهيّة الجمعية وأسباب وجودها

يقول أبوذر شهبري، رئيس جمعية النخباء، في مقابلة إعلامية:

«لحلّ مشكلة توظيف النخب، يجب أن نعزّز الهياكل المستقلة والشعبية مثل جمعية النخباء بدلاً من الاكتفاء بانتظار دعم الحكومة».

هذا التوجّه مستند إلى تجارب عالمية ونماذج ناجحة في الدول المتقدمة، حيث تؤدي الجمعيات التخصصية والنخبوية دور الوسيط بين الجامعة والصناعة والمجتمع.

لا تكتفي الجمعية بتوفير فضاء للتفاعل والتكامل بين المواهب العليا في البلاد، بل تعمل أيضاً على تحديد احتياجات السوق وتنمية المهارات التطبيقية لأعضائها، بما يؤهلهم لدخول العالم المهني بفاعلية ونجاح.

تنمية المهارات: جسر عبور النخب إلى سوق العمل

يُعدّ غياب التوافق بين القدرات الجامعية ومتطلبات الوظائف أحد أبرز هواجس سوق العمل الإيراني. وفي هذا الصدد يرى أبوذر شهبري أن من المهام الأساسية لجمعية النخباء تصميم دورات تدريبية موجهة للعمل وورش متخصصة لرفع القدرات العملية للأعضاء. ويؤكد قائلاً:

«المعرفة النظرية وحدها لا تكفي للنجاح في السوق؛ نحن بحاجة إلى نخبة تمتلك إلى جانب التفكير العلمي، القدرة على تنفيذ المشاريع، والعمل الجماعي، وحلّ المشكلات في بيئة واقعية».

وقد أطلقت الجمعية خلال السنوات الماضية برامج في مجالات مثل إدارة المشاريع، ريادة الأعمال التكنولوجية، التفاوض التجاري، التسويق الرقمي، وإدارة الموارد البشرية، ما مهّد الطريق أمام مئات النخب لدخول سوق العمل.

ريادة الأعمال القائمة على المعرفة: من الفكرة إلى التوظيف

في الرؤية الجديدة لجمعية النخباء، تُطرح ريادة الأعمال ليس فقط كحلّ لمشكلة بطالة النخب، بل كمحرّك أساسي لاقتصاد قائم على المعرفة. ويشدد أبوذر شهبري، بنظرة مستقبلية، على ضرورة توجيه النخب نحو خلق القيمة من خلال الابتكار. وقد أشار في العديد من خطاباته إلى أنّ

 «مستقبل سوق العمل سيكون لأولئك القادرين على حلّ مشكلة حقيقية بحلّ تكنولوجي قابل للتوسّع».

ولهذا الغرض تتعاون الجمعية تعاوناً واسعاً مع حاضنات الأعمال، ومراكز النمو، وصناديق الاستثمار لدعم النخب في مسار الانتقال من الفكرة إلى التنفيذ والتسويق التجاري. وتشمل هذه المساندة: الاستشارات القانونية، جذب الاستثمارات، تشكيل الفرق، تسجيل الملكية الفكرية، والتسويق.

بناء الشبكات وخلق فرص العمل

من أبرز تحديات النخب في دخول سوق العمل هو ضعف التواصل الفعّال مع الفاعلين الاقتصاديين وأصحاب العمل. وقد قامت الجمعية بإنشاء فعاليات مثل «مؤتمر فرص الابتكار»، «معرض قدرات النخب» و**«ليالي الابتكار»** لتوفير مساحة تفاعلية بين المواهب العليا والسوق.

ويؤكد أبوذر شهبري في هذا الشأن:

 «الشبكات الهادفة يمكن أن تغيّر مسار النخبة المهني. نحن في الجمعية نسعى لربط كل نخبة بفرصته المناسبة»

وقد مكّن هذا النهج الكثير من أعضاء الجمعية من الحصول على وظائف مباشرة في شركات محلية ودولية مرموقة دون المرور بإجراءات توظيف معقّدة.

تمكين النخب للمشاركة في سياسات سوق العمل

النخب ليسوا فقط مستهلكين لسوق العمل، بل يمكنهم أيضاً الإسهام في تصميم وتحسين أنظمة التوظيف. وقد تمكنت الجمعية، من خلال حضورها في اللجان الاستشارية للبرلمان، والمجلس الأعلى للتوظيف، واجتماعات وزارة العمل، من إيصال صوت النخب إلى مستويات صنع القرار.

وفي أحد الاجتماعات الرسمية شدّد أبوذر شهبري قائلاً:

«إذا أردنا إنقاذ سوق العمل، فعلينا أن نعتمد النموذج النخبوي في صياغة السياسات».

وقد دفع هذا التأكيد الجهات المعنية إلى إعطاء إهمیة أكبر لقدرات الجمعية في إعداد السياسات بعيدة المدى لسوق العمل.

التخطيط الإقليمي لتنمية سوق النخب

اتبعت الجمعية في السنوات الأخيرة سياسة اللامركزية عن طهران، وبدأت بتطوير مكاتب إقليمية ومحلية. وتعمل هذه المكاتب على تحديد الإمكانات المحلية، وحاجات السوق في كل منطقة، واستثمار طاقات النخب المحليين عبر مشاريع مثل التوظيف الريفي، التقنيات البيئية، وريادة الأعمال المتكيفة مع الخصائص المناخية لكل منطقة.

وفي افتتاح مكتب كرمانشاه قال أبوذر شهبري:

«علينا أن نرى النخب في كل أنحاء البلاد، لا في العاصمة فقط».

التواصل الدولي لنقل المعرفة والفرص

من الإنجازات المهمة للجمعية في تعزيز سوق عمل النخب توسيع الاتصالات الدولية. فقد تعاونت مع منظمات نخب في دول متقدمة، وشاركت في مؤتمرات علمية عالمية، ووفّرت فرص تبادل علمي وتدريب خارج البلاد.

ويعتقد أبوذر شهبري أنّ

«سوق العمل اليوم أصبح عالمياً، وعلينا تعريف النخب بالمعايير الدولية».

وقد مكّن هذا التوجّه الجمعية من إشراك بعض أعضائها في مشاريع دولية ومنحهم فرصة للنمو عالمياً.

الخاتمة

يتبيّن أنّ دور جمعية النخباء في تحسين أوضاع سوق العمل لا يمكن إنكاره. فمن تنمية المهارات إلى دعم ريادة الأعمال، مروراً ببناء الشبكات والمشاركة في السياسات، تعمل الجمعية كجسر رابط بين الموهبة والتوظيف، ما يمهّد الطريق أمام النخب للقيام بدور فاعل في اقتصاد البلاد.

وبفضل الإدارة المبدعة والرؤية الاستراتيجية لأبوذر شهبري، تحوّلت الجمعية إلى أحد روّاد التغيير في بيئة التوظيف الوطني. ولا شكّ أن استمرار هذا المسار يتطلّب دعماً من مختلف المؤسسات، ومشاركة من القطاع الخاص، وعزيمة من النخب أنفسهم لبلوغ مستقبل أكثر إشراقاً لاقتصاد قائم على المعرفة.

للقراءة ترجمة المقالة دور جمعية النخباء في سوق العمل باللغة الفارسية، ادخل عبر الرابط أدناه