خبر فوری

دور الدولة في دعم النخبة: استراتيجية للتقدم الوطني بقلم: الدكتور رضا رحماني
دور الدولة في دعم النخبة: استراتيجية للتقدم الوطني بقلم: الدكتور رضا رحماني

برای مشاهده عناوین مقاله یا خبر بر روی فهرست مطالب کلیک کنید

دور الدولة في دعم النخبة: استراتيجية للتقدم الوطني

بقلم: الدكتور رضا رحماني – وزير سابق للصناعة والمناجم والتجارة وعضو مجلس إدارة جمعية مديري المراكز المعرفية والنخب الوطنية

في عالم اليوم، حيث أصبحت المعرفة والتكنولوجيا المحركات الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يلعب النخبة دورًا محوريًا كموارد بشرية قيّمة في تحقيق الأهداف الوطنية. لقد تمكنت الدول التي استطاعت التعرف على القدرات العلمية والتكنولوجية لنخبها وإدارتها بشكل صحيح من الحصول على مكانة متقدمة على الصعيد العالمي في مختلف المجالات. وفي هذا السياق، يكتسب دور الحكومة في دعم النخبة كصانع سياسة، وميسر، وداعم أساسي أهمية بالغة.

أهمية النخبة في التنمية الوطنية

النخبة تشمل الأفراد ذوي القدرات المتميزة في المجالات العلمية، والتكنولوجية، والثقافية، والإدارية، وريادة الأعمال، الذين يمكنهم تقديم حلول مبتكرة وتحقيق تغييرات تحولية. هؤلاء الأفراد لا يساهمون فقط في تطوير التكنولوجيا وزيادة الإنتاجية الاقتصادية، بل يمكنهم أيضًا معالجة التحديات الوطنية، من الأزمات البيئية إلى القضايا الاجتماعية والاقتصادية المعقدة.

دور النخبة في:

إنشاء وتطوير الصناعات المتقدمة

تنمية الاقتصاد المعرفي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي (GDP)

تعزيز القدرة التنافسية على المستوى الدولي

تمكين الكوادر المتخصصة وتدريب الأجيال المستقبلية

دور الحكومة في دعم النخبة

تتحمل الحكومة، بصفتها صانع السياسات على المستوى الكلي، مسؤولية توفير البنية التحتية اللازمة لنمو النخبة وازدهارها واستثمار قدراتها. ويمكن تعريف هذا الدور على ثلاثة مستويات رئيسية:

  1. السياسات والتشريعات

وضع سياسات شاملة لدعم النخبة: يجب على الحكومة وضع استراتيجيات محددة للتعرف على النخبة، واستقطابهم، والحفاظ عليهم، ودعمهم، بما في ذلك برامج الدعم المالي، والتسهيلات التعليمية، وتوفير فرص عمل تتناسب مع تخصصاتهم.

قوانين حماية الملكية الفكرية: إنشاء إطار قانوني قوي لحماية الإنجازات العلمية والتكنولوجية للنخبة، مما يحفز الابتكار.

تطوير قوانين الهجرة العكسية: تقديم حوافز وتسهيلات لعودة النخبة الإيرانية المقيمة في الخارج لدعم تعزيز الموارد البشرية الوطنية.

  1. الدعم المالي والتسهيلات

إنشاء صناديق دعم النخبة: تمكين الاستثمار في المشاريع البحثية وريادة الأعمال للنخبة من خلال صناديق البحث والتكنولوجيا.

التسهيلات الضريبية والائتمانية: تقديم إعفاءات ضريبية للشركات المعرفية ودعم المشاريع التكنولوجية للنخبة لتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة.

الاستثمار الجريء (VC) الحكومي: مشاركة الحكومة كمستثمر مخاطِر في المشاريع ذات المخاطر العالية والإمكانات الكبيرة.

  1. إنشاء البنية التحتية الداعمة والثقافية

إنشاء حدائق علمية وتكنولوجية ومراكز نمو: لتوفير بيئة مناسبة لتطوير الأفكار الإبداعية وتحويل المعرفة إلى تطبيقات تجارية.

تسهيل الوصول إلى الموارد البحثية: توفير مختبرات وبنى تحتية متقدمة للنخبة في الجامعات والمراكز البحثية.

تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال: دور الحكومة في غرس ثقافة وطنية لدعم النخبة وتقدير جهودهم العلمية والتكنولوجية أمرّ أساسي.

التحديات القائمة في دعم النخبة

على الرغم من الجهود المبذولة، ما زالت هناك تحديات تعيق الاستفادة الكاملة من قدرات النخبة، منها:

هجرة النخبة (فرار العقول): نقص فرص العمل وظروف اقتصادية صعبة تدفع النخبة للهجرة.

البيروقراطية المعقدة: الإجراءات الإدارية الطويلة وعدم الشفافية في الدعم الحكومي يقلل من حافز النخبة.

ضعف التواصل بين الصناعة والجامعات: عدم تطابق احتياجات السوق مع قدرات النخبة العلمية يعيق تحويل الأفكار المبتكرة إلى تطبيقات عملية.

غياب نظام تقييم أداء النخبة: عدم وجود مؤشرات دقيقة وشفافة لتحديد النخبة الحقيقية يمثل تحديًا إضافيًا.

استراتيجيات مقترحة لتعزيز دعم النخبة

إنشاء نظام بيئي وطني للابتكار: تصميم منظومة شاملة تعمل فيها الحكومة والجامعات والقطاع الخاص والنخبة في سلسلة قيمة متكاملة.

تطوير الدبلوماسية العلمية: الاستفادة من القدرات الدولية لتبادل المعرفة والخبرة مع النخبة الإيرانية المقيمة في الخارج.

تشجيع ريادة الأعمال التكنولوجية: تقديم دعم خاص للنخبة التي تمكنت من إنشاء مشاريع تكنولوجية ناجحة.

إنشاء شبكات اتصال للنخبة: تطوير منصات رقمية لتمكين التواصل الفعّال بين النخبة والمستثمرين والحكومة.

ضمان الأمن الوظيفي والرفاهي للنخبة: تقديم حزم دعم تشمل التأمينات المتخصصة، والخدمات الاجتماعية، والتسهيلات السكنية.

الخلاصة

النخبة هي رأس المال الاستراتيجي لأي دولة لتحقيق التنمية المستدامة والتقدم في مختلف المجالات. وعلى الحكومة، بصفتها المحور الأساسي لصنع السياسات والتنفيذ، أن تلعب دورًا نشطًا في التعرف على النخبة، وتمكينهم، ودعمهم.

دعم النخبة لا يقتصر على تقديم التسهيلات المالية فحسب، بل يشمل أيضًا خلق بيئة ديناميكية، وحماية الملكية الفكرية، وتوفير فرص متساوية، وتعزيز ثقافة الابتكار الوطنية.

الدكتور رضا رحماني

وزير سابق للصناعة والمناجم والتجارة وعضو مجلس إدارة جمعية مديري المراكز المعرفية والنخب الوطنية

للاطلاع على ترجمة المقال،(دور الدولة في دعم النخبة: استراتيجية للتقدم الوطني) ادخل إلى الرابط