خبر فوری

 الدكتور أبو القاسم ذبيحي:دور شركات الهندسة المدنية في صناعة البناء
 الدكتور أبو القاسم ذبيحي:دور شركات الهندسة المدنية في صناعة البناء

برای مشاهده عناوین مقاله یا خبر بر روی فهرست مطالب کلیک کنید

دور شركات الهندسة المدنية في صناعة البناء

بقلم: الدكتور أبو القاسم ذبيحي

أستاذ جامعي ورئيس اللجنة العلمية لجمعية مديري المراكز المعرفية والنخب الوطنية

 

مقدمة

تُعدّ صناعة البناء أحد الأركان الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول، وهي بحاجة دائمة إلى الابتكار والبحث العلمي وتوظيف التقنيات الحديثة. وتواجه هذه الصناعة تحديات متعددة مثل إدارة الموارد، ضبط التكاليف، جدولة المشاريع، وضمان جودة التنفيذ. وفي هذا الإطار، يمكن للجامعات وأعضاء هيئاتها التدريسية أن يلعبوا دوراً محورياً في تحسين واقع صناعة البناء. فبفضل قدراتهم العلمية والبحثية، يستطيع أعضاء الهيئة التدريسية أن يشكلوا جسراً يربط بين المعرفة الأكاديمية والصناعة، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة لهذا القطاع.

تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على دور أعضاء هيئة التدريس في الجامعات ضمن صناعة البناء، وبيان أهمية التعاون بين الجامعات وقطاع البناء.

دور البحث والتطوير في صناعة البناء

يُعتبر البحث والتطوير (R&D) من أبرز المجالات التي يمكن لأعضاء هيئة التدريس الجامعي التأثير فيها بشكل مباشر. وتشمل هذه البحوث تحسين أساليب البناء، التصميم المستدام، تطوير مواد إنشائية جديدة، واعتماد تقنيات متقدمة.

الابتكار في مواد البناء: تستطيع الجامعات، باعتبارها مراكز بحثية، المساهمة في اكتشاف وتطوير مواد إنشائية جديدة، مثل المواد الصديقة للبيئة، أو تلك التي تتميز بمتانة أكبر وقدرة على التكيّف مع الظروف المناخية المختلفة، مما يؤدي إلى خفض التكاليف ورفع جودة المباني.

التقنيات الحديثة في التشييد: إن توظيف تقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، ونمذجة معلومات البناء (BIM)، وأساليب البناء السريع، يساهم في تسريع عمليات التشييد وتحسين جودة المشاريع. ويمكن لأعضاء الهيئة التدريسية دعم تطوير هذه التقنيات وتحديثها بما يخدم القطاع.

الاستدامة والعمارة الخضراء: يمثل الحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة أحد التحديات الرئيسية في صناعة البناء. وتستطيع الجامعات إجراء بحوث موسعة في مجالات العمارة الخضراء، التصاميم الموفرة للطاقة، وبناء منشآت ذات أثر بيئي منخفض، مما يدفع الصناعة نحو مسار البناء المستدام.

دور التعليم ونقل المعرفة إلى صناعة البناء

من أبرز مهام الجامعات إعداد وتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة. ويمكن لأعضاء هيئة التدريس، من خلال خبراتهم الأكاديمية والميدانية، تخريج مهندسين ومعماريين ومديري مشاريع قادرين على مواجهة التحديات المعقدة التي يفرضها قطاع البناء.

تأهيل المهندسين والمعماريين: من خلال برامج تعليمية متخصصة، يمكن للجامعات تزويد الطلاب بالقدرات اللازمة لتحليل المشكلات المعقدة وإيجاد حلول عملية في المشاريع الإنشائية.

تنظيم ورش ودورات تدريبية: يستطيع أعضاء هيئة التدريس إقامة دورات تدريبية وورش عمل مهنية تستهدف العاملين في القطاع مثل المقاولين ومديري المشاريع، بهدف تحديث معارفهم التقنية وتحسين مهاراتهم العملية.

تعزيز الروابط بين الصناعة والجامعة: إن بناء جسر تواصل دائم بين الجامعات وقطاع البناء يتيح تبادل الخبرات العملية والمعارف الأكاديمية، ما يسهم في تحسين المشاريع ورفع مستوى الجودة.

التعاون البحثي بين الجامعات وقطاع البناء

يُعدّ التعاون المباشر بين الجامعات والشركات العاملة في صناعة البناء نموذجاً ناجحاً لتطوير القطاع. ويمكن لأعضاء هيئة التدريس العمل مع الباحثين والخبراء في هذا المجال لتطبيق نتائج الأبحاث بشكل عملي في المشاريع الإنشائية.

مشاريع بحثية مشتركة: تستطيع الجامعات، بالتعاون مع شركات المقاولات، تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة تركز على قضايا محددة في قطاع البناء، بحيث تُترجم نتائجها إلى تحسينات ملموسة في عمليات التشييد وخفض التكاليف.

الاستشارات وتقديم الحلول المتخصصة: يمكن لأعضاء هيئة التدريس المشاركة كمستشارين في المشاريع الكبرى، وتقديم حلول علمية وتقنية في مجالات مثل إدارة المشاريع، إدارة الموارد، الجدولة الزمنية، واختيار المواد.

خاتمة

يلعب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات دوراً محورياً في تطوير صناعة البناء، حيث يساهمون في رفع جودة وكفاءة هذا القطاع من خلال البحث والتطوير، التعليم ونقل المعرفة، والتعاون البحثي مع الشركات. إن هذا التكامل بين الجامعات والصناعة يفتح آفاقاً لتحسين عمليات التصميم والتنفيذ، خفض التكاليف، تعزيز جودة المباني، ودفع قطاع البناء نحو مسار أكثر استدامة. ومن الضروري أن تبقى العلاقة بين الجامعات والصناعة علاقة دائمة ومتنامية ليستفيد الطرفان من إمكانات بعضهما البعض، وليواصل قطاع البناء مسيرته نحو الابتكار والتنمية المستدامة.

للدراسة ترجمة المقالات،دور شركات الهندسة المدنية في صناعة البناء ادخل الرابط